Surprise Me!

فيديو للوزير سليم الصايغ مع الإعلامي وليد عبود، قد يكون من أجمل ما قيل عن الوحدة الوطنية والشيعة منذ نصف قرن. كم هو محترم ولائق معاليه.

2025-06-07 142 Dailymotion

سليم الصايغ… مارونيُّ القلب ووطنيُّ الهوى، رجلُ دولةٍ من زمن الكبار
في زمنٍ يتهالك فيه الكبار، ويصعد فيه الصغار على أكتاف الأزمات، يخرجُ من بين ركام السياسة اللبنانية وجهٌ لا تغب عنه الملامح الأصيلة: الدكتور سليم الصايغ، رجلٌ من صنفٍ نادر، لا تليق به إلا كلمة "رجل دولة"، ولا يُوزن كلامه إلا بميزان الحكماء.

هو ابن الكتائب، نعم، لكنه ابن لبنان أولًا. مارونيٌ في الجذور، ولبنانيٌ في الغصون. لم يَحمل طائفته كدرعٍ في وجه الوطن، بل حمل الوطن كصليب، وطاف به على أكتاف المسؤولية، لا متذرعًا، بل حاملاً، لا طائفًا، بل مُقيمًا فيه بضمير العارف.

لا يختلف عليه اثنان، ولو افترقا في المذهب واللغة والحارة. ففي زمنٍ صار الانتماء لعشيرة، والموقف سلعة، حافظ سليم الصايغ على طهر الانتماء، ونقاء الفكرة، واستقامة الكلمة.

رجل الوحدة في زمن التشظي
عرفه اللبنانيون في الساحات لا في الكواليس، في المصالحات لا في المؤامرات، في المحن لا في الغنائم. رجل المهمات الصعبة، لا يهرب إذا استعر الخطر، بل يتقدّم، ويقول كلمته حتى لو بقي وحيدًا في الزاوية التي اختارها ضميره.

وما أكثر الزوايا التي تنكّر لها هذا البلد، وما أندر الرجال الذين وقفوا فيها دون أن يبدّلوا قناعاتهم كلّما هبّت رياح الخارج!

سليم الصايغ، لم يكن رجلاً للونٍ واحد. كان لوحةً فسيفسائية من كلّ لبنان، يعرف همّ الشيعي في الجنوب، ويشعر بوجع السنّي في طرابلس، ويحتضن قلق المسيحي في جبل لبنان. يدرك أن الوطن لا يُبنى بالتمييز، ولا يصمد على أسس الفتنة، بل يُصاغ من تعب الرجال وتضحياتهم ونبل نواياهم.

ذهب الكلمة لا يصدأ
ما أندر السياسيين الذين يُجيدون اللغة لا ليخدّروا بها الناس، بل ليوقظوا الضمائر. كلمات الصايغ ليست زخرفة خطاب، بل خارطة طريق. يقول ما لا يجرؤ كثيرون على قوله، لكنه يقول دون صراخ، ودون تكسير، ودون شتم. يُمارس السياسة كفنٍّ أخلاقي، لا كصراع غريزي.

هو الدكتور في الفكر، لكنه الفلاح في الوطنية، يغرس كل يوم فكرة، ينتظر موسمها ولو تأخرت، يؤمن أن لكل غرس موعد حصاد، ولا يحيد عن الأمل حتى في عزّ الخيبات.

لبنان الكبير… ورجالٌ من حجم الوطن
حين نتحدث عن "لبنان الكبير"، لا نعني فقط الجغرافيا التي رسمها الفرنسيون، بل الرجالات الذين أعطوا المعنى لهذا الاسم. سليم الصايغ هو من هذا السِفر، من زمنٍ كانت السياسة فيه امتدادًا للأخلاق، لا مجرد مرآة للمصالح.

لو كان الزمن عادلاً، لكان أمثال الصايغ في مقدمة الصفوف، لا في الظلّ. لكنه لا يطلب المجد لنفسه، بل يسير صامتًا، لأنه يعلم أن الكبار لا يحتاجون التصفيق، يكفيهم أن ضمائرهم تصفّق لهم كل مساء.

في الختام:
في وطنٍ يوشك أن يُقتلعه الطائفيون والمنافقون، يُشبه سليم الصايغ زيتونةً في وجه العاصفة. شامخة، عنيدة، مثمرة. لا تعرف الكراهية، ولا تعلّمنا إلا الصمود.

هو ماروني، نعم، لكنه ليس طائفيًا. هو لبناني، نعم، لكنه أكبر من كل الطوائف. هو سليم الصايغ، رجل الدولة من زمن الكبار، ورجل الكلمة التي لا تموت.